الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
shape
لقاءات في دور القوات المسلحة والحرس الوطني
35009 مشاهدة print word pdf
line-top
أنواع من المعاصي التي توعد الله عليها بالعقوبة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
أيها الإخوة: أذكركم ولست والله خيركم، وأعظكم وأنا أسير سيركم، وأقربكم إلى مولاكم وأخاف أني من أقصاكم، ولكن موعظة للمتقين، وذكرى والذكرى تنفع المؤمنين.
فأحذركم من عقوبة ربنا سبحانه وغضبه على عباده، وانتقامه ممن عصاه وممن خالف أمره، فإن الرب سبحانه وتعالى وصف نفسه بأنه شديد العقاب، وبأنه عزيز ذو انتقام، وذلك يقتضي أن يخافه المؤمن؛ ولو كان متمتعًا بصحة وقوة ورفاهية ونحو ذلك.
ففي هذه الأمسية المباركة نذكر شيئًا أو أنواعًا من المعاصي التي توعد الله عليها بعقوبة عاجلة أو بعقوبة آجلة، ونذكر أنواعًا من الوعيد الذي يتوعد الله تعالى به من خالف أمره، وارتكب زجره، ولعل ذلك يكون زاجرًا لمن أراد الله تعالى به خيرا.
فنقول: إن الله تعالى رتب على كثير من المعاصي عقوبات في الدنيا، وكذلك أيضًا عقوبات في الآخرة، فمن العقوبات الدنيوية: العقوبة على الكفر والشرك والردة ، فمن ارتد عن الإسلام استحق القتل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه أي: من ارتد عن دين الإسلام، واختار غيره من الأديان، أو ترك الأديان كلها وأصبح ممن لا دين له؛ فإن جزاءه القتل، حد وعقوبة دنيوية، زيادة على عقوبته في الآخرة، التي هي العذاب الوبيل.
وهكذا فعل الصحابة رضي الله عنهم، فذُكِر أن معاذًا لما بُعِث إلى اليمن أسلم أحد النصارى؛ دخل في الإٍسلام، ثم إنه بعد مدة ارتد عن الإسلام، وأخذ يسب الإسلام، فجئ به فاستتابه، فأبى أن يتوب، وقيده، فجاء إليه أبو موسى فقال: ما هذا؟ قال: رجل كان قد أسلم وكفر بعد إسلامه، فقال: اقتلوه. فقال: ما جئ به إلا ليُقتل، فلم ينزل حتى قتل، هذا عقوبة من امتنع عن الإٍسلام، أو عقوبة من كفر بعد إسلامه، وله في الآخرة العذاب الوبيل، عذاب النار وبئس القرار.

line-bottom